رام الله مدينة فلسطينية، ومركز محافظة رام الله والبيرة. تقع في الضفة الغربية إلى الشمال من القدس بحوالي 15 كم. تبلغ مساحتها 16,5 كم2، كما يقدر عدد سكانها بحوالي 29,577 نسمة، بينما يقدر عدد سكان المحافظة بحوالي 301,296 نسمة.[4] وتلاصق رام الله مدينة البيرة حتى تتداخل مبانيهما وشوارعهما لتبدوان كمدينة واحدة، ومع أن مدينة البيرة أكبر من ناحية المساحة وعدد السكان، إلا أن الأشهر بينهما هي مدينة رام الله.
تحتل رام الله حاليا مركزا سياسيا يجعلها من أهم المدن الفلسطينية، إذ انها تُعتبر العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفيها مقر المقاطعة (القصر الرئاسي)، ومبنى المجلس التشريعي الفلسطيني، والمقر العام لجهاز الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية، بالإضافة إلى معظم مكاتب ووزارات السلطة. كما تعتبر العاصمة الثقافية لوجود عدد من المراكز الثقافية الفلسطينية النشطة فيها.[5] [6] [7]
عُرفت المدينة بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسم المدينة في مصادر وآثار الصليبيين، ووفقًا لعلماء الآثار فإن المدينة قد تأسست في القرن السادس عشر أثناء الحكم العثماني، والتي ازدهرت في آوخر أيامهم إذ تأسس أول مجلس بلدي فيها عام 1908. وقد إحتفلت بلدية رام الله مؤخرا بمئويتها الأولى مطلقة مشروعا تنمويا بهذه المناسبة.[8] [9]
وتقع رام الله ضمن سلسلة جبال القدس، حيث تطل على الساحل الفلسطيني للبحر المتوسط، والذي يبعد عن المدينة حوالي 45 كيلومترا إلى الغرب. أما من جهة الشرق والجنوب فهي محاطة بالجبال، وترتفع عن سطح البحر بين 830-880 مترا. وتعتبر المدينة تاريخيا منطقة مسيحية، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، مع وجود قوي لأقلية مسيحية.[10]
التسمية
مناطق المدينة
تضاربت الأقوال عن تسمية رام الله إذ عرفت في التوراة باسم أرتا يم صوفيم وذكرها المؤرخ يوسيفوش باسم فكولا، وقيل جلبات ايلوهم. وقد أثبت الأثريون عدم صحة هذه الأسماء لأن أمكنة الملوك التي نسبت إليهم مثل الملك صموئيل وشاؤول مختلفة عن المدينة الحالية. إلا أن هناك تفسيرات أقرب إلى الصحة حيث تعني كلمة رام المنطقة المرتفعة، وهي كلمة كنعانية منتشرة في أماكن مختلفة في فلسطين، وأضافت إليها العرب كلمة الله فأصبحت رام الله، وقد عرفها الصليبيون بهذا الاسم، ولكن الثابت تاريخيا أن قبيلة عربية جاءت في أواخر القرن السادس عشر وسكنت في قرية أو غابه حرجية اسمها رام الله
نظرا لأن رام الله والبيرة تمتدان عمرانيا بشكل متصل، إذ لا يمكن فصل تاريخ المدينتين عن بعضها الآخر، فمن الطبيعي أن يتم دراسة تاريخهما بشكل متكامل. وتشير الدراسات التاريخية والأثرية إلى أن قصة النبي يوسف قد حدثت في منطقة رام الله والبيرة، ولقد اختلف المؤرخون في تحديد البئر الذي ألقي فيه ألنبي يوسف، وعلى الرغم من هذا الاختلاف فإن موقع البيرة الحالي لا يبتعد كثيرا عن هذه التوقعات بسبب وقوعه على طريق القوافل المتجهة من الجنوب إلى الشمال أو بالعكس، وكان هذا الموقع التي كانت تحط بها الرحال طلباً للراحة والاستجمام، وسعياً وراء الطعام والماء، وكان يوجد في البيرة نبع ماء قديم كان معروفا لتلك القوافل ما حفز الأهالي في ذلك الوقت إلى إقامة أكثر من بناء لتزويد المسافرين بحاجاتهم من الطعام لقاء مال أو مبادلة تجارية وقد ذكر الانجيل أن السيد المسيح كان يمر بالبيرة في طريقه إلى الناصرة ومنها إلى القدس (تخلف مع فتيان البيرة الذين كانوا يلهون ويلعبون على نبع الماء وهكذا ضل عن أمه وعن يوسف النجار، مما اضطرها إلى العودة إلى القدس لكي تبحث عنه).[13]
عند الفتح الإسلامي لبلاد الشام في القرن السابع الميلادي دخلت البيرة في حوزة المسلمين، وبنى المسلمون في الفترة الإسلامية المبكرة مسجدين بالقرب من الخان ما زالا مستخدمين حتى اليوم، يعرف الأول منهما باسم "الجامع العمري"، وهو الجامع الملاصق لكنيسة العائلة المقدسة وسط البلدة القديمة، "وجامع العين" الواقع على عين شارع القدس- نابلس بالقرب من مبنى البلدية الحالي. وتغير مركز مدينة البيرة من عصر إلى آخر، ويبدو أن أقدم موقع استوطنه أهل البيرة هو منطقة الإرسال، ثم تل النصبة، ثم عين أم الشرايط، ثم موقع البلدة القديمة الحالي، أما الآن فقد توسعت حدود المدينة فشملت كل هذه المناطق.[14] وفي سنة 1099 وقعت في أيدي الغزاة الفرنجة قبل احتلالهم لمدينة القدس، وأقاموا فيها فترة من الزمن وكانت مركزاً ممتازاً. في عام 1187 عبر جنود المسلمين بقيادة صلاح الدين البيرة ومن ثم استطاع صلاح الدين انتزاع القدس من أيدي الصليبين.[15] [16]
كانت رام رالله في فترة الحروب الصليبية مستعمرة زراعية إلى جوار البيرة، أطلق الصليبيون عليها اسم " Ramallie " أو " Ramalie " حيث توجد بقايا برج صليبي في البلدة القديمة لرام الله، ويقال أن رام الله وبعض البلدان الأخرى قد أوقف الملك قلاوون عُشر منتوجات أراضيها على حرم الخليل. إلا أنها لم تكن معروفة حتى القرن السادس عشر بسبب صغر مساحتها وقلة عدد سكانها بالمقارنة بالقرى المحيطة بها.رام الله مدينة جبلية، مبنية على جبال مطلة إلى الغرب على الساحل الفلسطيني، أما من جهة الشرق والجنوب فهي محاطة بالجبال. تبعد رام الله حوالي عشرة 15 كم إلى الشمال من القدس وتبعد المدينة عن البحر المتوسط الذي يرى من تلالها حوالي 45 كيلومترا هوائيا وكثيرا ما تشاهد منها أثناء النهار السفن الراسي، كما تبعد عن نهر الأردن قرابة 33 كم إلى الغرب. ونظرا لقرب البحر منها فإن الهواء الذي يهب عليها من الغرب يحمل معه بعض الرطوبة ولكن ارتفاع البلدة عن سطح البحر الذي يتراوح بين 830-880 مترا يلطف من هذه الرطوبة. وتبلغ مساحة مدينة رام الله 19اّلف دونم، واتخذت مجالس بلدية سابقة قرارا بتوسيع حدود المدينة إلى ألفي دونم أخرى.[39] [40]
ويتوسط موقع رام الله فلسطين التاريخية تقريبا، حيث تبعد عن نابلس 36 كم إلى الجنوب، وجنين 63 كم إلى الجنوب، والخليل 82 كم إلى الشمال، وغزة 82 كم إلى الشمال الشرقي، ويافا 45 كم إلى الشرق، وحيفا 105 كم إلى الجنوب الشرقي.[41]
تُقسم المدينة إلى عدة أحياء بالإضافة إلى البلدة القديمة، منها: المنارة، المغتربين، عين مصباح، الجبل، السرية، البيدر، القسطل، القديرة، مار جرجس، المصيف، دار عواد، دار جغب، دار إبراهيم، الجدول، الشقرة، بورسعيد، الحساسنة، المنطقة الصناعية، والإذاعة. أما بالنسبة للطرق، فتقطع رام الله عدة طرق تربط مناطقها ببعض، كما تربطها بالمدن الملتصقة بها كـالبيرة وبيتونيا، وباقي قرى ومدن فلسطين المجاورة كالقدس وبيت لحم ونابلس، والتي قامت بلدية رام الله بتسميتها على أسماء لمناطق وشخصيات فلسطينية أو عالمية، ومن أهم هذه الطرق
الإتصالات
شعار شركة الإتصالات الفلسطينية
تقع في رام الله مقرات شركات الاتصال الفلسطينية التي تزود الضفة الغربية بهذه الخدمة (جوال والوطنية موبايل). تأسست مجموعة الإتصالات الفلسطينية عام 1995 في رام الله، وكانت أول شركة اتصالات مملوكة للقطاع الخاص في العالم العربي وباشرت أعمالها في يناير عام 1997 كمشغل ومقدم لكافة أنواع خدمات الاتصالات في فلسطين. تتكون المجموعة اليوم من شركة الإتصالات الفلسطينية، وشركة جوال المزود الفلسطيني الأول لخدمة الاتصال الخلوي في فلسطين وشركة "حضارة" لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى شركة "حلول" لتكنولوجية المعلومات وشركة "بال ميديا" لتقديم الخدمات المرئية والإعلامية المميزة. بالإضافة إلى هذه الشركات تقوم شركة الوطنية موبايل بتزويد خدمات الاتصالات الخليوية أيضا، والتي اطلقت خدماتها تجارياً في 2009.
الثقافة والسياحة
إن ما يميز مدينة رام الله هو هذا التناغم والتنوع والاختلاف في إطار الوحدة، ولكثرة من رغب بالسكن في رام الله بسبب هذا الميل العام نحو قبول الآخر، جعل منها مكان جذب للكثيرين من مختلف المناطق والبيئات والأديان ممن بحثوا عن الأمن والأمان. وقد خلق هذا الأمر أيضاً تنوعاً ثقافياً وحضارياً فريداً، ووجد الجميع فيه ما يصبون إليه فتشكلت هذه المدينة المنوعة في ثقافتها وتوجهاتها في إطار من التواصل الغريب.
تعتبر رام الله مركز للحياه الثقافية والأكثر انفتاحا وليبرالية في الضفة الغربية، ما دفع البعض إلى تسميتها "روح الثقافة" فهي تضم العديد من المكتبات مثل : مكتبة دار الإذاعة ومكتبة رام الله العامة بالإضافة إلى العديد من المراكز الثقافية على تنوعها، فهناك العاملة في إطار الفنون البصرية، أو السينما أو المسرح، أو الرقص الشعبي والمعاصر، أو الشعر والأدب والنشر، أو المؤسسات الموسيقية.[65] وتعتبر رام الله مركزا للعديد من المراكز الثقافية الأجنبية كالمركز الثقافي الألماني الفرنسي، والمركز الثقافي البريطاني، والمركز الثقافي اليوناني.[66] [67] [68] [69]
ولتطريز الأثواب في رام الله نكهة خاصة فهي لغة للتعبير وحالة نادرة ومميزة عن بقية المناطق الأخرى، بحيث يدمج بين الأشكال الهندسية والمجردة المستطيلة (كالمربعات، والنجوم) وبين الصور الرمزية، ما يعكس الحياه اليومية لأهل رام الله وسكانها. ومن أهم المهرجانات التي تقام خصيصا من أجل الحفاظ على هذا التراث، مهرجان الوفاء للتراث وارث الاجداد السنوي الذي ينظمه نادي شباب رام الله، حيث يتم تنظيم عرضاً للأزياء التراثية الفلسطينية.[70] [71] [72] [73]
كما وتضم عددا من المراكز الرياضية، والأندية الشبابية الفاعلة، والتي يعود تأسيس بعضها إلى بدايات القرن الماضي، في حين تضم بعض هذه الأندية فرقا كشفية عريقة كان لها حضورها على مدار التاريخ الفلسطيني. من المؤسسات العاملة في مجال الثقافة في المدينة مركز الفن الشعبي ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى ومسرح وسينماتك القصبة ومؤسسة سرية رام الله الأولى والقصر الثقافي التابع لبلدية المدينة ومركز بلدنا الثقافي ورواق وشاشات ومسرح عشتار ومركز خليل السكاكيني الثقافي ومؤسسة الكمنجاتي وجالاري المحطة ومؤسسة تامر ومنتدى الفنانين الصغار والمركز الثقافي البريطاني ومؤسسة عبد المحسن القطّان، والتي تعمل على تفعيل الحياة الثقافية في فلسطين من خلال إنتاج أعمال مسرحية واستضافة عروض فنية في مجالات المسرح والموسيقى والرقص بالإضافة إلى عرض الأفلام السينمائية اليومية وتنظيم الأسابيع والمهرجانات السينمائية المتخصصة
وتضم رام الله كذلك، عددا من الجمعيات الخيرية، النسوية في مجملها، ويعود تأسيس بعضها إلى أربعينيات القرن الماضي، وتهدف هذه الجمعيات التي تضاعفت أعدادها مرارا في العقدين الأخيرين، إلى توفير الدعم للعديد من فئات المجتمع، ومن بينها المرأة، الطفل، كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، الأيتام، وغيرهم
تعتبر مدينة رام الله واحدة من المدن الفلسطينية التي يؤمها السياح، وتشكل وجهة رئيسية لهم في جولاتهم السياحية، ولا بد للسائح أن يزور مواقعها الأثرية التي تقسم إلى : أنقاض بناء أثري فيه بقايا برج من حقبة الصليبيين يقع في وسط المدينة، وآثار كنيسة بيزنطية في المدينة.
وبالرغم من أن المدينة ليست من المدن القديمة جدا إلا أنها تعد أكثر المناطق الفلسطينية جذبا للزائرين على المستوى العالمي والعربي بشكل عام والفلسطينين بشكل خاص، آخذين بعين الاعتبار أن هذه المدينة مركزا اقتصاديا مهما، وخاصة بعد أن أصبحت مقرا للمصارف الفلسطينية والعربية، ومركزا للمؤسسات الأجنبية، والممثليات الدبلوماسية، كما ومقرا لمؤسسات ووزارات السلطة الوطنية الفلسطينية...الخ، مما ساهم بشكل فعال في تطور هذه المدينة من كافة النواحي وخاصة سياحيا، فازدحام المدينة يعني بناء المرافق السياحية الكبيرة والحديثة القادرة على تلبية احتياجات ساكنيها، وهذا من شأنه أن يزيد الدخل القومي بشكل كبير. ويوجد في المدينة مركزا معني بالسياحة هو مركز رام الله للمعلومات السياحية الذي تأسس بدعم سويدي وبالتعاون مع وزارة السياحة الفلطسينية ومركز رواق للمعمار الشعبي. وهناك الكثير من الآثار الواقعة في قرى وبلدات قضاء رام الله، فمثلا توجد قلعة حصينة لا تزال آثارها ظاهرة حتى الآن في بيرزيت، مبنى عثماني ضخم في قرية رأس كركر، وآثار كنيسة وقطع معمارية تعود إلى الفترات البيزنطية في قرية جفنا، كما يوجد في قرية عابود الكثير من الأديرة والكنائس المندثرة منذ عهد هيلانة وإبنها قسطنطين، وفيها أيضا مسجد قديم وكنيسة للروم الأرثوذكس. ويزور رام الله سنويا 300,000 سائح.[81] [82] يشار إلى أن السياحة في المدينة كغيرها من مدن فلسطين، تواجه العديد من المشاكل والعقبات، ولعل أول تلك العقبات هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يؤثر سلبا بدعاياته المغرضة على السياح الأجانب، ويسعى إلى ضرب قطاع السياحة في المدينة. كذلك ينافس الإسرائيليون السياحة الفلسطينية نظرا لخبرتهم في التسويق.
رام الله تحت الاحتلال
منذ بداية الانتفاضة الثانية للفلسطنين ضد الاحتلال الإسرائيلي واجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدن الضفة الغربية في خريف عام 2000، كانت مدينة رام الله من المدن الرئيسية في مواجهة العمليات الإسرائيلية بعد مدن جنين، نابلس، طولكرم،الخليل، هذا وقد فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلية حظر التجول على المدينة، وخنقت سكنها وعزلتهم عن مدينة القدس حيث يقطن الكثير من أقربائهم.
و تعيش مدينة رام الله اليوم ظروف صعبة، بسبب الحصار الإسرائيلي ومصادرة الكثير من أراضيها من قبل الاحتلال بواسطة جدار الفصل العنصري، والمستوطنين اليهود.[102] [103]
ومع مرور سنوات عديدة على الانتفاضة الثانية, إلا أن مدينة رام الله وأهلها نجحوا في الحفاظ على نشاط اقتصادي عالي وثقافي مميز، مما جعل المدينة أفضل المدن الفلسطينية حالا في ظل الاحتلال.
المستوطنات
ما ان اندلعت حرب 1967 والتي كانت نتائجها احتلال ما تبقى من ارض فلسطين - الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى سارعت إسرائيل في وضع الخطط بهدف اقامة العديد من المستوطنات. وكانت رام الله جزءا من هذا المخطط، حيث بنت إسرائيل في منطقة رام الله 27 مستوطنة.
يحيط بمحافظة رام الله المستوطنات التالية: مكابيم أب، كفار روث، منورة، شلتا نتتياهو، حشمو نئيم، كريات سيفر، وهذه المستوطنات تتوسط مجموعه من البلديات الفلسطينية.